الفانوس اليدوي الصنع يتحدى الصيني

يعد فانوس رمضان أحد المظاهر الشّعبيّة الأصلية في مصر، وهو أيضًا واحد من الفنون الفلكلورية الّتي نالت اهتمام الفنّانين والدّارسين، حتّى أن البعض قام بدراسة أكاديميّة لظهوره وتطوره وارتباطه بشهر الصّوم ثمّ تحويله إلى قطعة جميلة من الدّيكور العربي في الكثير من البيوت المصريّة الحديثة، فلا يتوقف تكوين الفانوس عن كونه صندوق ونموذج إضاءة، بل تكمن أصالته ليصبح جزءً رئيسيًا في شهر الصوم ورمزًا قيمًا للمواطن المصري منذ القرنين الماضيين.

ومع حلول شهر رمضان، اكتست شوارع محافظة دمياط، بالزينة، والمحال التجارية، بفوانيس رمضان مختلفة الأحجام والأنواع، أبرزها الفانوس الدمياطي المصنوع يدويًا من قبل النجارين وصناع الأثاث، ما أثار عدة تساؤلات أبرزها هل أقبل مواطنو دمياط على الصناعة المحلية، أم أغرتهم المنتجات الصينية؟

من جانبها، قالت رضوى صالح، ربة منزل: "توجهت لشراء الفانوس الدمياطي، أنا أم لأربع أطفال واشتري أربع فوانيس سنويًا، ولا تتوفر لدى الإمكانيات لشراء الفوانيس المستورة لأنها باهظة الثمن، وشكل الفانوس المحلي مميز ويحتفظ بشكل الفانوس الرمضاني كما اعتدنا عليه".

بينما أكدت هالة شاكر، أحد المشترين، تشجيعها لشراء الفوانيس المحلية، مضيفة أن الفانوس الدمياطي يحمل طابعًا مميزًا وطرازًا فريدًا يشبه الطراز العربي الأصيل، وأسعارها في متناول المواطن البسيط.

وبيَّن سيد شعبان، بائع فوانيس، أن العام الجاري يشهد ركودًا في البيع مقارنةً بالأعوام الماضية، لتدهور الحالة الاقتصادية، والزيادة الملحوظة في أسعار الفوانيس، مؤكدًا أن سعر الفانوس متوسط الجودة يبدأ من 50 جنيهًا ويصل إلى 200 جنيه

وعلى سياق متصل، أوضح هاني الباز، صانع فوانيس خشبية في دمياط، أن صناعة الفوانيس تعتبر عمل فني مميز، مشيرًا إلى أنها مهنة تعويضية عن الركود والكساد الاقتصادي الذي أصاب صناعة الأثاث في المحافظة، ويتراوح سعرها من 35 جنيهًا إلى 120 على حسب الحجم، مضيفًا أنه منذ عدة أعوام قام بتصنيع فانوس رمضان من خشب الأبلاكاش، بماكينة الأركت ثم تطورت الصناعة، وأصبحت تنفذ على ماكينة cnc، إلى أن أصبح التنفيذ يتم الآن على ماكينات حفر ورسم بالليزر.